ناشطة انفصالية: يد دبلوماسية المغرب طويلة في جمهورية البيرو

66

كنت أعتقد أنني سافرت إلى بلد ديمقراطي يدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ويحترم حقوق الإنسان، وليس إلى المغرب”، كان هذا أول تعليق لخديجتو المختار، الناشطة الانفصالية المطرودة من جمهورية البيرو لانتحالها صفة دبلوماسية، على قرار ترحيلها بالقوة من مطار خورخي تشابيث الدولي بالعاصمة ليما يوم 27 شتنبر المنصرم.

وأضافت خديجتو، في حديثها لوسائل إعلام إسبانية فور وصولها إلى مطار براخاس بالعاصمة مدريد، أن “ما وقع لي بجمهورية البيرو أمر سريالي؛ إذ لم يسبق لي طيلة مدة نضالي من أجل القضية الصحراوية منذ 35 عاما أن عشت واقعة مماثلة”، مؤكدة أن “المغرب يملك يدا طويلة ويبصم على حضور قوي جدا بالبيرو”، وفق تعبيرها.

وزادت الناشطة ذاتها، التي جرى ترحيلها لورود اسمها ضمن قائمة الأشخاص الممنوعين من دخول التراب البيروفي، قائلة: “ظللت محتجزة لمدة 18 يوما بمطار ليما الدولي دون تقديم أي شروحات لي بشأن هذا القرار، ما يمثل انتهاكا لأحد حقوقي الأساسية”، وهو ما نفته وزارة الخارجية البيروفية التي أوضحت أن ” خديجتو هي من اختارت المكوث طوعا بقاعة الانتظار المخصصة للمسافرين بشكل غير قانوني”.

وتابعت الانفصالية ذاتها، التي حلت بالعاصمة ليما بجواز سفر إسباني، أن قرار طردها نحو مدريد ارتكز على طلب لنائبين برلمانيين يعملان بهيئة الرقابة البيروفية المكلفة بشؤون الهجرة، وأضافت: “خاصة رولاندو رياتيغي، رئيس جمعية الصداقة المغرب-البيرو، المعروف بالرشاوى التي يتلقاها من المغرب للسفر إلى الأراضي المحتلة بهدف إسكات واضطهاد صوت الشعب الصحراوي” وفق زعمها.

وزادت المتحدثة نفسها، التي انتهكت سابقا صفة الهجرة كسائحة بالعاصمة ليما لمدة 70 يوما، أن “المسؤولين المفسدين العاملين بهيئة الرقابة لشؤون الهجرة حاولوا ترحيلي بعد ساعتين من وصولي إلى مطار ليما، لكن مقاومتي جعلت الواقعة تتحول إلى قضية رأي عام، وطنيا ودوليا”، مبرزة في السياق ذاته أن “السلطات البيروفية أجبرت في ما بعد على تقديم توضيحات إدارية لا أساس لها من الصحة”.

وزعمت خديجتو، المقيمة حاليا بإسبانيا، أن “الإخوة البيروفيين أدركوا أن الصحراويين يحملون رسالة سلم وصداقة تجاههم، بعيدا عن مواقف السلطات الرسمية”، قبل أن تستطرد حديثها بالقول إن “قرار مغادرتي البيرو تم دون سند قضائي وفي انتهاك صارخ لحقوقي، بالإضافة إلى أن عملية طردي تمت قبل صدور أي حكم من لدن العدالة”، على حد تعبيرها.

“عانيت العذاب خلال الأيام العشرة الأولى بمطار خورخي تشابيث وتعرضت لسوء المعاملة وحرمت من الطعام والماء، كما حاولت عناصر الشرطة ترحيلي بالقوة عندما تقدمت بطلب للمثول أمام المحكمة بغية استعادة حقوقي الدستورية، وبالتالي تلقي تفسير مبني على أسس قانونية”، تقول خديجتو التي أبرزت أنها زارت البيرو قبل ثلاثة أشهر وعقدت لقاءات دون أن تواجه أي مشاكل. عن هيسبريس.

التعليقات مغلقة.