تهريب المخدرات يورط البوليساريو ويثير احتجاجات عنيفة في مخيمات تندوف

78

شهد مخيمات تندوف “فوضى أمنية” إثر الاحتجاجات ذات الطابع القبلي التي قادها القيادي في البوليساريو محمد لمين ولد البوهالي، من أجل الاعتراض على سجن ابنه بتهمة حيازة كمية من المخدرات؛ وعرفت صدامات عنيفة مع العناصر الأمنية التابعة للجبهة الانفصالية.

وفي السياق ذاته، تم تسريب أشرطة مصورة تظهر تهرب زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، من استقبال القيادي العسكري في الجبهة محمد لمين ولد البوهالي، الذي أبدى غضبه من الحكم الصادر في حق ابنه أثناء اقتحامه مقر أمانة الجبهة.

محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، قال إن “هذه الاحتجاجات تترجم حجم الخلافات العميقة التي تعصف بقيادة البوليساريو، فاستهداف قيادي عسكري بارز في الجبهة من حجم محمد لمين ولد البوهالي، من خلال اعتقال ابنه بتهمة التورط في الاتجار وحيازة المخدرات، يعد سابقة هي الأولى من نوعها”.

وأضاف سالم عبد الفتاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “العديد من الحالات السابقة ضبط فيها أبناء وأقرباء محسوبين على قادة آخرين في ملفات تهريب الممنوعات”، وزاد: “ولد البوهالي الذي يتزعم هذه الاحتجاجات ذات الطابع القبلي كان يعد من الخلية الأمنية الضيقة المحسوبة على الاستخبارات الجزائرية”.

وأردف المتحدث ذاته بأن تلك الخلية المنتمية إلى منطقة تندوف “ظلت هي المتحكمة في البوليساريو منذ سنوات التأسيس الأولى، ما يجعل المعني من أهم المرشحين لخلافة إبراهيم غالي الذي احترقت زعامته بسبب فضيحة تهريبه إلى إسبانيا بهوية مزورة، كما افتضح تورطه في جرائم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي راح ضحيتها صحراويون في مخيمات تندوف”.

ومضى عبد الفتاح مستطردا: “مع اقتراب موعد مؤتمر البوليساريو العام، تبرز الخلافات ما بين العناصر القيادية في الجبهة الانفصالية، وتشتد بسبب الخلاف حول تقسيم كعكة المواقع المدرة للتربح والثروة، خاصة تلك المرتبطة بتوزيع المساعدات الإنسانية والمحروقات، إلى جانب تدبير مخازن السلاح، فضلا عن المهام الأمنية ذات العلاقة بالتعاطي مع عصابات التهريب”.

وأكد الفاعل الحقوقي ذاته أن “المواقع محل الخلاف بين العناصر القيادية في البوليساريو تتدخل في مصادر التزويد الرئيسي لأنشطة التهريب العابرة للحدود؛ كما تشكل خطوط إمداد أساسية بالنسبة للجماعات المسلحة المنتشرة في بلدان الساحل، ما يجعلها تساهم في تحصيل مداخيل معتبرة للصناديق السوداء التي تعتمد عليها الجبهة الانفصالية”.

ما يعمق تلك الخلافات بين قيادة البوليساريو هو انعكاس صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري على الوضع الأمني في تندوف، حيث ترتبط جل العناصر القيادية في الجبهة الانفصالية بالأجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية، ويتم توظيفها من طرف تلك الأجهزة”، يورد المتحدث.

وختم سالم عبد الفتاح تصريحه بالقول: “هذه الصدامات تبرز الوضع الأمني المترهل في تندوف، كما تكرس دور البوليساريو كعامل تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة، باعتبار تصاعد المخاطر الأمنية في مخيمات تندوف، وتغلغل الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة فيها؛ فضلا عن الارتباط الوثيق بين المجموعات المتمركزة في بلدان الساحل والبوليساريو، عن هيسبريس”.

التعليقات مغلقة.