الزراعة المستدامة بصيص أمل لتنمية المراعي بطانطان

137

العيون بريس/العيون

ينهض الفلاح محمد(35 سنة م.ح)من فراشه, بعد أن قام ديكه بواجبه, فتوجه مباشرة نحو الخارج ليرى كيف هي أجواءهذا الصباح , وليتنبأ بمستقبل أرضه التي بدأت بالتدهور تدريجيا بعدما أصبحت تعرف ضيعته الصغيرة ” أبطيح” ( تبعد عن طانطان بحوالي 48 كلم  جنوبا على الطريق الرابطة بين طانطان و السمارة ) نقصا في كل ما تحتاجه الأرض المزروعة نتيجة توالي سنوات الجفاف.

تضحيات الفلاح لتأمين معيشته

ذهب محمد كالعادة الى حقله المتوسطة مساحته, الذي منه يستطيع تأمين معيشته و مصاريف عياله  , والذي يواجه عدة معيقات و المتمثلة في نقص الموارد المائية, و ارتفاع في ملوحة التربة,وهبوب رياح قوية تعرقل سيرورة نمو المزروعات. لكنه بالرغم من ذلك يعرف كيفية الاستغلال الصحيح لتلك المنتوجات الزراعية التي يحصدها . إذ أنه يستعمل نبات البرسيم  ( الفصة ) الذي يزرعه ليتخذه كعلف للغنم والأبقار ليستفيد منها بطريقتين : إما بيع لحمها و حليبها ,أو عرضها في الأسواق الأسبوعية لبيعها,وبهذا بات قادرا على استعمال أرضه بشكل مستمر و معقلن,ليحقق اكتفاءه الذاتي في بعض المنتوجات.

تحديات الزراعة المستدامة بالإقليم

تستخدم الزراعة المستدامة بطانطان لتغذية المواشي ,لتعود بالنفع على المزارعين ,لكون اعتمادهذه المدينة منذ القدم على الرعي ,حيث أن الإحصائيات تشير الى ارتفاع في نسبة المواشي بطانطان  و قد جاءت كالتالي : عدد الأبقار60 رأسا,أما الأغنام فعددها  55000 رأسا ,أما الماعز فعدده 65000 رأسا, أما الإبل فعددها يتراوح بين 11000 رأسا و 14000 رأسا,أما الأحصنة فعددها 1858 رأسا [1],وللإشارة فقد كان الرعاة يعتمدون على ما تقدمه

 

الطبيعة, إلا أنه و مع مرور الزمن و تكاثر الإنتاج الحيواني,و توالي سنوات الجفاف, أصبح من الضروري توفير مصادر أخرى لتأمين علف الماشية ,كون إقليم طانطان يغلب عليهالطابع الصحراوي ,إلا انه يخضع لتأثير المحيط مما يجعل الأرض أكثر ملوحة,كما تعرف درجات الحرارة اعتدالامتوسطا,و لكن في بعض الأحيان تكون الرياح قوية, و متوسط هطول الأمطار السنوي منخفض جدا (بمعدل 83 ملم في السنةّ)”.

مجهودات المديرية الإقليمية للفلاحة للنهوض بالزراعة المستدامة

 لجأت المديرية الإقليمية بطانطان إلى تشجيع الفلاحين باستخدام طرق الزراعة المستدامة ,كغرس مجموعة من النباتات التي تتأقلم مع هذه الظروف المناخية و الطبيعية مثل نبتة الصبار ,حيث يتم زرع 1650 هكتارا من الأراضي الزراعية,من أصل 8960 هكتارا [2],و الذي يعتبر مصدرا مهما لتغذية الماشية, وأيضا استغلاله من طرف النحل لإنتاج العسل, و مساهمته في محاربة التصحر و انجراف التربة ,و نتيجة لمجموعة من التحديات التي تواجهها الزراعة المستدامة بطانطان و المتمثلة في: قلة الموارد المائية,و الظروف المناخية و ارتفاع في نسبة ملوحة التربة,يتم اللجوء الى الآبار و استخدام المياه المخزنة في السدود التلية المحدثة على كل من “واد الشبيكة, واد أم فاطمة,واد بن خليل …,و الاعتماد على نظام السقي بالتنقيط,و لتحسين خصوبة التربة يقوم المزارع بإضافة مجموعة من المواد العضوية.و يتم دعم الفلاح بطانطان للتغلب على العوائق بكيفيةسهلة ومتطورة من خلالمشروع ” مخطط المغرب الأخضر الدعامة الثانية “,و ذلك بتزويده بعدة آلات حديثة لتحسين الأراضي الزراعية من اجل الرفع من المردودية .

مساهمات المديرية الإقليمية للمياه و الغابات في تطوير الزراعة بالإقليم

عرفت الزراعة المستدامة تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة بإقليم طانطان ,حيث تم زرع أزيد من 100 هكتار من الصبار بمنطقة أبطيح و الشبيكة ,وحوالي 700 هكتار من الطلح في المسيد[3],بيد أن الزراعة تمر بعدة مراحل قبل النمو,حيث تقوم هذه المديرية أولا بتجهيز الحفر لوضع المغروسات داخلها,ثم عملية الطمر ,و تليها مرحلة الزراعة ,و أخيرا تحريك التربة لإزالة الطفيليات ,التي تضر بالمزروعات ,ولكي تتمكن المزروعات من حماية نفسها بسبب قساوة المناخ و الرياح القوية ,يتم تسييجها  بجريد النخل. لكن المديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر تقوم بخلق أحزمة خضراء لحماية المدينة من الرياح العاتية و انجراف التربة,كما تحاول تنظيم الرعي وذلك بخلق نقط

 

الماء للرعاة (مطفيات) ,كما تقوم بتخليف النباتات المحلية لحماية النظمالبيئية, لكن بالرغم من كل هذه المجهودات المبذولة تبقى الزراعة المستدامة مهددة بالزوال بسبب الرعي الجائر.

على العموم تساهم الزراعة المستدامة بديمومة النشاط الفلاحي [ الزراعي و الحيواني] و ذلك بالإستخدام الأمثل للموارد المتوفرة في مواجهة كافة الصعوبات الطبيعية و التقنية التي يواجهها الفلاح بطانطان ,و من حسنات الزراعة المستدامة  اهتمام الفلاح بتربية المواشي انتقل إلى تطوير الزراعة المعيشية تدر عليه بالنفع ,مما ساهم في الازدهار المحلي و خلق فرص شغل جديدة ,محاولة الحد من ظاهرة البطالة , و تحسين ظروف عيش فئات عريقة من السكان.

   

التعليقات مغلقة.