أطفال بزي عسكري يستقبلون “دي ميستورا” بتيندوف .. وخبير: تمرد “فظيع” على القوانين الدولية :

23

اظهرت صور تم تداولها على مواقع إلكترونية، المبعوث الأممي إلى الصحراء “دي ميستورا” مرفوقا بأطفال بزي عسكري خلال زيارته، أمس السبت، لمخيمات تيندوف داخل الأراضي الجزائرية، وذلك في إطار أولى جولاته الميدانية في المنطقة الإقليمية منذ تعيينه في هذا المنصب الدبلوماسي في السادس من أكتوبر 2021 خلفا للألماني هورست كوهلر الذي انتهت مهمته في 22 ماي من سنة 2019. واستنكر العديد من النشطاء الحقوقيين تجنيد الأطفال، معتبرين ذلك انتهاكا صارخا لحقوقهم وجريمة حرب يجب على المنتظم الدولي التصدي لها. وفي هذا السياق، قال الباحث في شؤون الصحراء ودول الساحل، عبد الفتاح الفاتيحي، إن جبهة البوليساريو تراكم مخالفاتها للمواثيق والعهود الانسانية الدولية ولاسيما تلك المتعلقة بحقوق الانسان. وقال المتحدث في تصريح لجريدة “العمق” إن حضور أطفال مجندين وبلباس عسكري، وثقته وسائل الاعلامية الدولية عشية وصول المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الي مخيمات تيندوف يعتبر مخالفة بينة لاتفاقية الطفولة. وأضاف الفاتيحي أن الجبهة تعلن تمردا فظيعا على القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بالطفولة. إذ سبق وان حولت مؤسسات التربية والتعليم الي مراكز للتدريب العسكري، وحشرت عددا من الأطفال في الأعمال العدائية العسكرية ضد المغرب معرضة حياتهم للخطر. وأشار المتخصص في الشأن الصحراوي إلى أن الجبهة تعتقد أن تمردها يوفر لها أوراق ضغط تزايد بها على المجتمع الدولي. ويبدو ذلك جليا في سلوك البوليساريو الجزائر من خلال المتاجرة في المساعدات الغذائية الإنسانية أو بعدم تمكين المؤسسات الدولية المعنية من مراقبة الوضع الاجتماعي والاقتصادي بالمخيمات. وختم الفاتيحي تصريحه بالقول: “كثيرا ما تصطنع الجزائر والبوليساريو العراقيل أمام توصيات برامج تدابير الثقة الأممي الخاص بتحسين الشق الإنساني، وكذا الاعتراض على توصيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعدم تمكين الأمم المتحدة من إحصاء ساكنة مخيمات تيندوف والإعتراض على تنزيل بنود اتفاقية جنيف للاجئين لسنة 1951”. وفي نونبر الماضي، اعتبر المغرب على لسان السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن التجنيد العسكري للأطفال من طرف المليشيات المسلحة “للبوليساريو” في مخيمات تيندوف يعتبر “جريمة حرب“. قال هلال، في مقابلة مع مجلة “نيوزلوكس” الأمريكية المرموقة، إن التجنيد العسكري للأطفال في مخيمات تندوف من قبل جماعة “البوليساريو” المسلحة هو “جريمة حرب” يحظرها ويدينها القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وأوضح أن البروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف لعام 1977، واتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الطفل لسنة 1989 وبروتوكولها الإضافي لعام 2000، تدعو إلى القضاء العاجل على تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة. وذكر أيضا قرار مجلس الأمن الأخير (2601) الذي أدان بشدة جميع انتهاكات القانون الدولي المعمول به والتي تنطوي على تجنيد واستخدام الأطفال من قبل أطراف النزاعات المسلحة وكذلك تجنيدهم، لافتا إلى أن هذا القرار يطلب من جميع الأطراف المعنية الإنهاء الفوري لهذه الممارسات واتخاذ تدابير خاصة لحماية الأطفال. وأضاف أنه بمناسبة اليوم العالمي للطفل، 20 نونبر الماضي، وجه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاعات المسلحة والمدير العام لمنظمة العمل الدولية نداء للعمل وجددا الالتزام الدولي بإنهاء ومنع تجنيد واستخدام الأطفال بشكل نهائي بحلول عام 2025. وسجل السفير أنه “بالرغم من كل هذا الإطار القانوني الدولي والدعوات إلى العمل، لا يزال أطفال مخيمات تندوف يخضعون للتدريبات العسكرية ولجميع أشكال الاستغلال والانتهاكات على أيدي مليشيات البوليساريو، أمام لامبالاة البلد المضيف، الجزائر، وفي ازدراء كامل للمجتمع الدولي”. وشدد على أن مكان أطفال مخيمات تيندوف “ليس في معسكرات التدريب العسكري، بل في المدارس”، مشيرا إلى أن “هؤلاء الأطفال بحاجة إلى تمكينهم من الولوج إلى المعرفة والتعليم وتعلم السلام وليس الكراهية والحرب والخوف. إنهم يستحقون اكتساب المهارات والكفاءات اللازمة لبناء مستقبل مزدهر وأفضل”. وأكد هلال على أن المجتمع الدولي يجب أن يمنع “البوليساريو” والبلد المضيف، الجزائر، من جعل أطفال مخيمات تيندوف اليوم، “إرهابيي الغد”، كما تفعل حاليا بوكو حرام في نيجيريا و”داعش” في أفغانستان والساحل و”حركة الشباب” في الصومال.

عن العمق المغربي

التعليقات مغلقة.