محمد مهديوي يرد على مريزيك بخصوص تقييم نسبة النجاح في امتحان الباكالوريا بجهة العيون الساقية الحمراء

88

العيون بريس /العيون/بقلم محمد مهديوي
بعد اطلاعي على مقالكم في الموقع الالكتروني الواقع 24 السيد رئيس الفدرالية الاقليمية لجمعيات أمهات وأباء وأولياء التلاميذ بالعيون حول نتائج امتحانات البكالوريا بجهة العيون الساقية الحمراء، وخصوصا نسبة النجاح التي كانت الأدنى على الصعيد الوطني والتي كانت بالنسبة لكم كارثية ونتائج في الحضيض كما عبرتم عليها في المقال، اسمحوا لي السيد الرئيس بالإدلاء بدلوي في هذا الموضوع بصفتي الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم UNTM وباعتباري أمثل نقابة تعليمية من النقابات الأكثر تمثيلية، كانت شريكة في مجموعة من الإجراءات التي اتخذناها مع السيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين امبارك الحنصالي وقبل ذلك عندما كان مديرا اقليميا بمديرية العيون من أجل النهوض بالشأن التربوي والرفع من مستوى التعليم بالجهة.
ودون الخوض في أسباب هجومكم هذا على الشأن التربوي بالجهة دون تقديم مبررات حقيقية له، اسمحوا لي السيد الرئيس أن أقول لكم بأن مقالكم لم يكن منطقيا في تقييم السياسة التربوية على مستوى الجهة التي كنا دائما شركاء فيها كنقابة ونتحمل جزءا من المسؤولية فيها، حيث أنكم طرحتم في المقال أفكارا متناقضة في مجملها. فتتكلمون عن أن الجهة لا تعرف المشاكل التربوية التي تعرفها المنظومة وطنيا، ولا تعاني من الخصاص في الأطر التربوية، ولم تعرف توقفا للدراسة مثل الجهات الأخرى وفي نفس الوقت تقول هناك سوء تدبير أدى إلى ضعف النتائج. فما هو التدبير الجيد غير هذا؟ إذا كان المتعلم يتوفر على الأستاذ والقسم والوسائل واستفاد من الزمن المدرسي حسب قولكم، والبنية التحتية والمجهودات في هذا الباب مقدرة وكبيرة، والدراسة مرت في ظروف أحسن من الجهات الأخرى حسب شهادتكم. ولكن في استنتاج غريب على المقدمات خلصتم إلى سوء التدبير والنتائج الكارثية.
اسمحوا لي السيد الرئيس أن أصحح هذا التقييم. لأننا كنا نعتبر التقويم الجيد والامتحان الذي يعتمد على معايير موضوعية وتراعى فيه المصداقية والنزاهة، هو أساس النهوض بالمستوى التعليمي في أي منظومة تربوية. فبقدر ما كان التقويم صارما وذو مصداقية، كانت مساهمته أكبر في جعل المتعلم يتقن التعلمات ويجتهد في تحصيلها واكتسابها. وأحيي بهذه المناسبة رجال ونساء التعليم بالجهة إداريين ومدرسين على دورهم الفاعل والوازن في إعطاء الامتحان كل العناية والتجند من اجل إنجاح محطة الامتحان، وإعطائها المصداقية التي تستحق.
وقبل قراءة نسب نتائج الباكالوريا على مستوى كل جهة على حدة بجهات المملكة بشكل سطحي وإصدار الحكم، علينا أن نسائل الإجراءات والتدابير في تنظيم الامتحانات. وفي هذا الصدد وبعد الاطلاع على التدابير المتخذة على مستوى الجهات الأخرى، نجد أن جهة العيون الساقية الحمراء رائدة على هذا المستوى وعلى سبيل المثال لا الحصر: توزيع التلاميذ على مراكز الامتحان بشكل يضمن تكافؤ الفرص، توزيع تلاميذ المدارس الخصوصية على مراكز الامتحان بالمؤسسات التعليمية العمومية، تكثيف لجان المراقبة برئاسة مدير الاكاديمية والمدراء الاقليميين، محاربة كل اشكال الغش، والصرامة في تطبيق الإجراءات الزجرية لكل من ثبت في حقه الغش، والدوريات الأمنية بجوار مراكز الامتحان وبهذه المناسبة نقدم الشكر لرجال الامن وخصوصا الشرطة المدرسية على المجهودات المبذولة لتوفير الامن اللازم لإنجاح محطة الامتحان. في الوقت الذي كانت فيه مع كل الأسف إشارات من المسؤولين القائمين على التعليم بالجهات الأخرى من اجل التساهل في الإجراءات والتدابير التنظيمية للامتحان، وانتشار الظواهر السلبية بشكل كبير، وذلك كان ممنهجا بشكل فاضح من أجل تجاوز المشاكل التربوية الذي احدثته مجموعة من الإضرابات لمجموعة من الفئات وخصوصا الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد التي أثرت على الزمن المدرسي والذي تتحمل فيه الوزارة المسؤولية لأنها لم تتعاطى بشكل جدي ومسؤول مع هذا المشكل. ويكفي ان اعطي مؤشرا واحد في احد الجهات تلاميذ التعليم الخصوصي يجتازون الامتحان في مؤسستهم ويحرسهم اطر المؤسسة نفسها وتغيير رئيس المركز فقط فهل هذا يمكن اعتباره مصداقية.
بهذا التحليل يمكن أن نقول السيد الرئيس أننا نختلف معكم في تقييمكم، ولن نبالغ إذا قلنا بأن تقييمكم لنسبة النجاح بالجهة وتحليلكم جانب الصواب، وندعوكم إلى مراجعته لأنه يفتقر للموضوعية والتحليل الدقيق، بل ويتناقض في تفاصيله. صحيح ان نسبة النجاح بجهتنا هي الادنى على الصعيد الوطني ولكنها النسبة ذات المصداقية حقيقة ونفتخر بها. وسنعمل جميعا على تحسينها ولكن مع الحفاظ على جوهر عملية التقويم الا وهو النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص.
وفي الختام نقول لكم أننا كنقابة نثمن الإجراءات التي تم اتخاذها في الامتحانات على مستوى الجهة، وندعو الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمزيد من الصرامة ومزيد من المصداقية، لأنه الطريق الصعب لكنه هو الطريق الصحيح من أجل النهوض بالمستوى التربوي والتعليمي بالجهة حقيقة.

التعليقات مغلقة.