المواطنة سلوك وممارسة

31

لوشاعة إهراني/ الكاتب الجهوي للتحالف المدني لحقوق الانسان/ العيون

لا أحد منا يقبل المفاضلة بينه وبين غيره في وطنيته، فكل مواطن منا يعتز بوطنيته ويفاخر بها، ولكن الأحداث الطارئة تعري سلوكاتنا ، وتضعها في ميزان الأحكام.

إن السلوك المواطن هو نهج حياة، إنه المظهر الملازم للإنسان والصادر عن المكبوت في لا وعيه والصادر عن القيم التي يعتنقها.

حل الوباء ضيفا بدون إذن ، وعرى سلوكيات متباينة : أطباء وطبيبات، ممرضات وممرضين يرابطون في المستشفيات للسهر على صحة مواطنيهم.. نساء ورجال الشرطة الإدارية انتفى بينهم السلم الإداري وخرجوا جنبا إلى جنبا لأداء واجبهم الوطني والإنساني في مواجهة الجائحة. نساء ورجال التعليم يرابطون خلف حواسيبهم ليشعروا أبنائنا أن الحياة مستمرة. نساء ورجال الجيش والدرك يقفون على أهبة الاستعداد للتدخل ومباشرة المهام الموكولة إليهم. نساء ورجال الأمن الوطني في سهر دائم للوقوف على تطبيق التعليمات الخاصة بهذه الظرفية. نساء ورجال الإعلام بكل حزم وعزم يسهرون على إمداد المواطنين بالمعلومة.. فاعلات وفاعلون جمعويون يتطوعون في حملات التوعية.. بورجوازية وطنية مواطنة تساهم بأموالها لسد الحاجيات والتغلب على متطلبات الظرفية… أحس المغاربة فعلا أن الوطن يتسع للجميع…أحس الجميع أن لا مفاضلة في المواطنة.

وفي الآن ذاته برزت بعض الأنانيات التي عليها أن تراجع فهمها للوجود، للحياة ولمعنى الإنسانية…سجلنا ،وللأسف، ضمائر ميتة تحاول الاغتناء على حساب الأزمة…سجلنا مسؤولين يستغلون وسائل عمومية لقضاء مآربهم الشخصية…سجلنا سياسويين يخلطون بين الواجب الذي تقتضيه الظرفية بكل تجرد وبين أهدافهم الانتخابية.

وإننا، إذ نحيي الغالبية العظمى من أخواتنا وإخواننا المغاربة على الروح الوطنية العالية التي ظهروا بها، ونعتبر أن الشاذ لا حكم له، نثير انتباه المتخلفين عن الركب والمعطلين لزمن الوعي الجمعي المغربي أن المواطنة سلوك وممارسة وليست شعارا ظرفيا.

التعليقات مغلقة.